تحدثنا أول أمس عن شائعة نهاية العالم في عام 2012 من خلال استعراض الأدلة التي تؤيد هذه النظرية. ليس بغرض الترويج لها بكل تأكيد، ولكن بغرض تفنيدها وتوضيحها لفهم أسباب انتشارها واقتناع الكثيرين بها. وسنستكمل نقاشنا اليوم بالرد على كل النقاط المحيرة التي تعرضنا لها المرة الماضية، وأشكر كل من شارك بإثراء الحوار.
قبل أن نبدأ، ومن خلال ملاحظتي لبعض مشاركاتكم، علينا أن نميز بين “نهاية العالم” بمفهوم يوم القيامة، و”نهاية العالم” بمفهوم حدوث كارثة طبيعية “تُنهي” العالم الذي نعرفه بمدنه وعلمه وإنجازاته وآثاره. فإن كان المقصود هو نهاية العالم بمفهوم يوم القيامة، فكما وضحت في مقدمة الموضوع السابق: يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة محمد -الآية 18- “فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها“، ويقول كذلك في سورة الأعراف -الآية 187- “لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون“، لذا ففكرة معرفتنا المسبقة بموعد يوم القيامة غير مقبولة شكلاً وموضوعاً بصريح نص القرآن الكريم، وكل ما نتحدث عنه هنا هو فكرة حدوث كارثة مدمرة تقضي على الحضارة التي نعرفها.
وبقي أن أشير قبل أن أبدأ (وكما وضحت أيضاً في مقدمة الموضوع السابق) أن هذه الشائعة انتشرت بصورة كبيرة جداً وانخدع بها الكثيرون، لدرجة أن هيئات علمية ضخمة ومحترمة مثل ناسا قامت بالرد عليها بشكل الرسمي، وكذلك فعل الكثير من العلماء الكبار حول العالم، فهل من المعقول أن نستكبر نحن عن الرد ونعتبرها مجرد شائعة تافهة بينما تنتشر حولنا في كل مكان؟
هذا الموضوع والموضوع السابق يهدف لتوضيح الصورة كاملةً أمامكم لنشر الفائدة ومواجهة الشائعة، ولذا لنبدأ بالسؤال التالي:
حيث أنكر هذه المعلومة كل الباحثين والمؤرخين الذين بحثوا في تاريخ الحضارة السومرية!! ولم يشاهد أحد هذه المعلومات سوى زيشاريا زيستيشن!
أضف إلى ذلك نقطة هامة جداً وهي أنه على الرغم من عظمة الحضارة السومرية، إلا أن تطورها كان في الزراعة والعمران والكتابة، بينما لم يكن لهم بالمقابل أي إنجاز يذكر في مجال الفلك، فمن أين لهم أن يصلوا إلى هكذا معلومة!!
ثم أضف إلى ذلك كله أن تلك الأسطورة (كما ذكرها الكاتب وكما أيدته فيها الروحانية نانسي ليدر) كان من المفترض أن تحدث في العام 2003، وعندما لم يحدث شيء تم تأجيلها للعام 2012! ولذا يبدو أنهم سيضطرون لتأجيلها إلى عام آخر أيضاً!
ولأقرب لكم الصورة أكثر، ماذا يحدث حين ينتهي التقويم الذي تعلقه على الحائط؟
تقلب الصفحة ليبدأ تقويم عام جديد بكل بساطة ولا تحدث أية كوراث! وهذا ما يحدث لتقويم المايا أيضاً. بمجرد انتهاء الدورة الزمنية المعتادة للمايا تبدأ دورة زمنية جديدة (مثل العام الجديد)، ولا يوجد في آثار المايا أي شيء يدل على حدوث كارثة عند انتهاء ذلك التاريخ أبداً!
ولذا فهذا الكوكب ليس من الأهمية التي تستعدي أن تتتبع ناسا أخباره، خاصةً أن أقرب مسافة يمكن أن يصل إليها هذا الكوكب عن الأرض هي 4 مليار ميل!!
ويمكنكم معرفة المزيد عنه من هنا: إيريس-ويكيبيديا
ويمكنكم معرفة المزيد عن الكواكب القزمة من هنا: الكواكب القزمة-ويكيبيديا
الخطر سيكون موجوداً بشكل ملفت على رواد الفضاء خارج غلاف كوكب الأرض الذي يحمينا، لكن بالنسبة لنا لا يوجد أي خطر كبير، وكل ما سيحدث هو انقطاع الاتصالات اللاسلكية وتأثر بعض الأقمار الصناعية الغير محمية من هذه الإشعاعات. فضلاً عن احتمال انقطاع الكهرباء في بعض المناطق في حالات نادرة.
وليس من المنطقي وجود جسم بهذا الحجم وهذا الوضوح بجانب الشمس بينما لا نستطيع التقاطه على الأرض بأي وسيلة!
وحتى إن كان هذا المكان مكان إخفاء شيء ما، فهل تكون الطريقة هي وضع مربع أسود يلفت الانتباه؟!
ثم أضف إلى ذلك أنه يمكن مشاهدة هذه المنطقة باستخدام التلسكوبات في أي مكان في العالم، فهل سيكون من المنطقي إخفاؤها في برنامج مثل Google Earth بينما يمكن لأي شخص يعمل في مجال علم الفلك مشاهدتها من أي مكان في العالم؟!!
ويبقى سؤال هام لكل من يدعون وجود مؤامرة حكومية لإخفاء هذه الحقيقة:
إذا كانت الحكومات قد أخفت هذه المعلومة فهل تستطيع إخفاء السماء كلها؟
كوكب بهذا الحجم وهذا القرب يجب أن يكون في مدى رؤيتنا الآن بالعين المجرد، وليس حتى بالتلسكوبات، فهل استطاعوا إخفاء الكوكب في السماء؟!!
وبهذا السؤال نكون قد ألقينا الضوء على أهم الأسئلة الشائعة التي انتشرت على شبكة الإنترنت وفي بعض وسائل الإعلام عن شائعة نهاية العالم في عام 2012.
قبل أن نبدأ، ومن خلال ملاحظتي لبعض مشاركاتكم، علينا أن نميز بين “نهاية العالم” بمفهوم يوم القيامة، و”نهاية العالم” بمفهوم حدوث كارثة طبيعية “تُنهي” العالم الذي نعرفه بمدنه وعلمه وإنجازاته وآثاره. فإن كان المقصود هو نهاية العالم بمفهوم يوم القيامة، فكما وضحت في مقدمة الموضوع السابق: يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة محمد -الآية 18- “فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها“، ويقول كذلك في سورة الأعراف -الآية 187- “لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون“، لذا ففكرة معرفتنا المسبقة بموعد يوم القيامة غير مقبولة شكلاً وموضوعاً بصريح نص القرآن الكريم، وكل ما نتحدث عنه هنا هو فكرة حدوث كارثة مدمرة تقضي على الحضارة التي نعرفها.
وبقي أن أشير قبل أن أبدأ (وكما وضحت أيضاً في مقدمة الموضوع السابق) أن هذه الشائعة انتشرت بصورة كبيرة جداً وانخدع بها الكثيرون، لدرجة أن هيئات علمية ضخمة ومحترمة مثل ناسا قامت بالرد عليها بشكل الرسمي، وكذلك فعل الكثير من العلماء الكبار حول العالم، فهل من المعقول أن نستكبر نحن عن الرد ونعتبرها مجرد شائعة تافهة بينما تنتشر حولنا في كل مكان؟
هذا الموضوع والموضوع السابق يهدف لتوضيح الصورة كاملةً أمامكم لنشر الفائدة ومواجهة الشائعة، ولذا لنبدأ بالسؤال التالي:
كانت الحضارة السومرية واحدة من أعظم حضارات بلاد ما بين النهرين، فما الذي يجعلنا نفترض أنها مخطئة بذكر الكوكب نيبيرو؟
إذا عدنا لأصل الشائعة، سنجد أن الوحيد الذي ذكر هذه المعلومة وروج لها هو كاتب الخيال العلمي زيشاريا زيستيشن Zecharia Sitchin من خلال رواياته المتعددة (خاصةً كتاب “الكوكب الثاني عشر” الذي نُشر في 1976)، حين قال أنه عثر على معلومات ترجمها من وثائق سومرية تتحدث عن هذا الكوكب وهذه الأسطورة بالشكل الذي شاهدناه المرة الماضية، ولكن هذه المعلومات من أساسها غير صحيحة بالمرة!
حيث أنكر هذه المعلومة كل الباحثين والمؤرخين الذين بحثوا في تاريخ الحضارة السومرية!! ولم يشاهد أحد هذه المعلومات سوى زيشاريا زيستيشن!
أضف إلى ذلك نقطة هامة جداً وهي أنه على الرغم من عظمة الحضارة السومرية، إلا أن تطورها كان في الزراعة والعمران والكتابة، بينما لم يكن لهم بالمقابل أي إنجاز يذكر في مجال الفلك، فمن أين لهم أن يصلوا إلى هكذا معلومة!!
ثم أضف إلى ذلك كله أن تلك الأسطورة (كما ذكرها الكاتب وكما أيدته فيها الروحانية نانسي ليدر) كان من المفترض أن تحدث في العام 2003، وعندما لم يحدث شيء تم تأجيلها للعام 2012! ولذا يبدو أنهم سيضطرون لتأجيلها إلى عام آخر أيضاً!
لكن حتى إن كان هذا الكلام صحيحاً، ولم تكن معلومة الحضارة السومرية صحيحة، أليس تقويم المايا الذي ينتهي في 2012 هو حقيقة مثبتة؟ وألم يكن شعب المايا بارعاً في الرياضيات والفلك ؟!!
نعم بالفعل تقويم المايا حقيقة، وبالفعل أيضاً ينتهي هذا التقويم في 21-12-2012، ولكن من قال أن انتهاء تقويم المايا يعني انتهاء العالم أو حدوث كارثة؟!ولأقرب لكم الصورة أكثر، ماذا يحدث حين ينتهي التقويم الذي تعلقه على الحائط؟
تقلب الصفحة ليبدأ تقويم عام جديد بكل بساطة ولا تحدث أية كوراث! وهذا ما يحدث لتقويم المايا أيضاً. بمجرد انتهاء الدورة الزمنية المعتادة للمايا تبدأ دورة زمنية جديدة (مثل العام الجديد)، ولا يوجد في آثار المايا أي شيء يدل على حدوث كارثة عند انتهاء ذلك التاريخ أبداً!
لكن ألم تؤكد ناسا بالفعل اكتشاف كوكب غامض في العام 1983، فلماذا تنكر أنه الكوكب نيبيرو؟
لأن ما تم اكتشافه في أوائل الثمانينات كان بواسطة قمر صناعي تابع لناسا يصور باستخدام الأشعة تحت الحمراء ويحمل اسم IRAS، وتأكد العلماء بعد تحليل البيانات القادمة من القمر الصناعي أنها مجرد آثار لمجرات بعيدة، ولم يكن كوكباً على الإطلاق وتم نفي هذه الشائعة رسمياً حينها!إن كانت تلك المعلومات غير صحيحة، ماذا عن الكوكب إيريس الذي ظهر في العام 2003؟ ألم تؤكد ناسا وجوده؟ لماذا تخفي أخباره الآن؟
ناسا لا تخفي أخبار الكوكب إيريس! كوكب إيريس هو كوكب قزم تم اكتشافه في العام 2003، وكلمة “قزم” تعني أنه ليس كوكباً كاملاً، لكنه جرم سماوي يدور حول الشمس ولكنه من الصغر بحيث أنه ليس له جاذبية تذكر على الكوكيبات التي حوله (مثل الكوكب بلوتو الذي تم طرده من قائمة كواكب المجموعة الشمسية!).ولذا فهذا الكوكب ليس من الأهمية التي تستعدي أن تتتبع ناسا أخباره، خاصةً أن أقرب مسافة يمكن أن يصل إليها هذا الكوكب عن الأرض هي 4 مليار ميل!!
ويمكنكم معرفة المزيد عنه من هنا: إيريس-ويكيبيديا
ويمكنكم معرفة المزيد عن الكواكب القزمة من هنا: الكواكب القزمة-ويكيبيديا
وماذا عن التقرير الذي ذكرت فيه ناسا أن الأرض ستتعرض لعاصفة شمسية قوية ستسبب خسائر بالمليارات. ألن يؤدي ذلك إلى دمار الأرض؟
نعم هذا الخبر صحيح لكن لن يؤدي لدمار الأرض، لأن الاقتراب الشمسي هو ظاهرة طبيعية تحدث كل 11 سنة، وحدثت قبل ذلك في عام 2001 وتسببت في قطع بعض الاتصالات والتسبب في خسائر كذلك ولكن الحياة استمرت بشكل طبيعي بعدها، فلماذا نتوقع أن 2012 سيكون مختلفاً عن 2001؟!!الخطر سيكون موجوداً بشكل ملفت على رواد الفضاء خارج غلاف كوكب الأرض الذي يحمينا، لكن بالنسبة لنا لا يوجد أي خطر كبير، وكل ما سيحدث هو انقطاع الاتصالات اللاسلكية وتأثر بعض الأقمار الصناعية الغير محمية من هذه الإشعاعات. فضلاً عن احتمال انقطاع الكهرباء في بعض المناطق في حالات نادرة.
وماذا عن تلك الصورة التي انتشرت على شبكة الإنترنت؟
ألا تظهر بالفعل جسماً مجهولاً قريباً من الشمس؟ وألا يتفق ذلك مع نظرية اختفاء الكوكب المجهول خلف الشمس؟
هذا الادعاء غير صحيح بالمرة لأن الجزء المضيء من الصورة هو تأثير يسمى توهج أو لمعان الإضاءة lens flare ، وهو تأثير شائع يحدث عند تصوير ضوء ساطع مواجه للكاميرا مثل الشمس (كما في الصورة).وليس من المنطقي وجود جسم بهذا الحجم وهذا الوضوح بجانب الشمس بينما لا نستطيع التقاطه على الأرض بأي وسيلة!
لكن ما هو سبب إخفاء المنطقة التي توجد في الإحداثيات (5h 53m 27s”) من خريطة برنامج Google Earth وكل برامج خرائط السماء الأخرى؟ ألا يدل ذلك على وجود مؤامرة لإخفاء شيء ما في هذا المكان؟
المنطقة غير ظاهرة في كل برامج خرائط السماء لأن مصدرها واحد وهو Sloan Digital Survey، وما حدث هو وجود خطأ في برنامج معالجة الصور الذي قام بدمج الصور التي قام الماسح بجمعها. ولا يوجد هذا الخطأ هنا فقط، بل توجد عدة مناطق في السماء بهذا الشكل مثل الصورة في الأعلى للإحداثيات (13h 48m 0s)، فلماذا نفترض أن هذا المكان بالذات هو مكان اختباء الكوكب المزعوم؟!وحتى إن كان هذا المكان مكان إخفاء شيء ما، فهل تكون الطريقة هي وضع مربع أسود يلفت الانتباه؟!
ثم أضف إلى ذلك أنه يمكن مشاهدة هذه المنطقة باستخدام التلسكوبات في أي مكان في العالم، فهل سيكون من المنطقي إخفاؤها في برنامج مثل Google Earth بينما يمكن لأي شخص يعمل في مجال علم الفلك مشاهدتها من أي مكان في العالم؟!!
ويبقى سؤال هام لكل من يدعون وجود مؤامرة حكومية لإخفاء هذه الحقيقة:
إذا كانت الحكومات قد أخفت هذه المعلومة فهل تستطيع إخفاء السماء كلها؟
كوكب بهذا الحجم وهذا القرب يجب أن يكون في مدى رؤيتنا الآن بالعين المجرد، وليس حتى بالتلسكوبات، فهل استطاعوا إخفاء الكوكب في السماء؟!!وبهذا السؤال نكون قد ألقينا الضوء على أهم الأسئلة الشائعة التي انتشرت على شبكة الإنترنت وفي بعض وسائل الإعلام عن شائعة نهاية العالم في عام 2012.